انهيار عقار مكون من ٤ طوابق فى إمبابة.. والبحث عن ٨ «تحت الأنقاض»
انهار عقار سكنى مكوّن من ٤ طوابق، كان مأهولًا بالسكان فى منطقة إمبابة بالجيزة، أمس، وامتد أثره إلى ٣ منازل مجاورة، فيما تمكنت قوات الحماية المدنية من انتشال ٧ أشخاص، بينهم أم وأطفالها الـ٣، من تحت الأنقاض، قبل مثول الجريدة للطبع، من أصل ١٥ شخصًا كانوا مفقودين فى موقع الانهيار.
وفق مصادر أمنية، كان العقار المنهار يضم ٧ أسر تقيم داخله بشكل دائم، بينما كانت المنازل الـ٣ الأخرى المتضررة، يسكن بأحدها شاب فقط وأن عدد الأشخاص الذين يُرجح وجودهم وقت الانهيار ١٥ شخصًا، ما بين سكان دائمين ومتواجدين مؤقتًا.
تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا بانهيار عقار فى أحد الشوارع بإمبابة، وعلى الفور انتقلت قوات الشرطة والحماية المدنية وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، حيث فُرض كردون أمنى واسع حول المنطقة، وأُخليت الشوارع المحيطة من المارة، وسط حالة من الذعر بين الأهالى الذين تجمعوا على مسافات قريبة، يترقبون مصير ذويهم تحت الأنقاض .
بحسب مصادر أمنية، فإن العقار انهار بشكل مفاجئ فى ساعات الصباح الأولى، دون مؤشرات إنذار مسبقة، ما أدى إلى سقوط أجزاء منه على ٣ عقارات مجاورة، تضررت بدرجات متفاوتة، فيما تحوّل الشارع إلى كتل من الخرسانة والأخشاب وحديد التسليح، أعاقت حركة فرق الإنقاذ فى الساعات الأولى.
دفعت الحماية المدنية بعدد من سيارات الإطفاء ومعدات الإنقاذ الثقيلة، وبدأت فرق البحث أعمالها وسط الأنقاض، مستخدمة أدوات يدوية وأجهزة استشعار للصوت، تحسبًا لوجود ناجين، ومع تقدم الساعات، أعلنت قوات الحماية المدنية استخراج ٧ أشخاص أحياء من أسفل الركام، من بينهم أم و٣ من أطفالها، جرى نقلهم إلى المستشفيات القريبة لتلقى الإسعافات اللازمة، فى حين تتواصل الجهود للبحث عن باقى المفقودين.
وأفادت مصادر طبية بأن المصابين الذين تم إنقاذهم يعانون من كسور وجروح متفرقة وحالات اختناق وإجهاد شديد، نتيجة بقائهم لساعات تحت الأنقاض، مؤكدة أن بعض الحالات لا تزال تحت الملاحظة الطبية، بينما استقرت الحالة العامة لعدد منهم بعد تلقى الرعاية العاجلة.
فى محيط المكان، وقف عشرات من السكان فى صمت ثقيل، يقطعونه بنداءات متقطعة بأسماء المفقودين، فيما حاول بعض الأهالى المشاركة فى رفع الأنقاض بأيديهم فى الدقائق الأولى قبل وصول المعدات الثقيلة.
وقالت مصادر أمنية إن العقار المنهار من المبانى القديمة بالمنطقة، ولم تُعرف بعد حالته الإنشائية قبل الحادث، فيما بدأت الجهات المعنية مراجعة سجلات الحى لمعرفة ما إذا كان قد صدر بحقه أى قرارات إزالة أو ترميم فى وقت سابق، أو شكاوى من السكان بشأن تصدعات أو مشكلات إنشائية.
وقررت قوات الحماية المدنية بالتنسيق مع الجهات التنفيذية فصل المرافق الحيوية من كهرباء وغاز ومياه عن المنطقة المحيطة بالعقار المنهار، كإجراء احترازى، لحين انتهاء أعمال الإنقاذ والتأكد من سلامة المبانى المجاورة، خشية حدوث انهيارات إضافية.
كما شكّلت المحافظة لجنة هندسية متخصصة لمعاينة العقارات الـ ٤ المتضررة، وبيان مدى سلامتها الإنشائية، وتحديد ما إذا كانت صالحة للسكن من عدمه، على أن تُرفع نتائج المعاينة بشكل عاجل لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن الإخلاء أو الترميم أو الإزالة.
من جانبها، انتقلت النيابة العامة إلى موقع الحادث لمعاينة آثار الانهيار، وبدأت التحقيق فى ملابساته، مع تكليف خبراء هندسيين بفحص أسباب الانهيار، وبيان ما إذا كان ناتجًا عن تهالك المبنى، أو تحميله بأدوار مخالفة، أو أى عوامل أخرى، مع حصر الخسائر البشرية والمادية بدقة.
وأمرت النيابة بالتحفظ على ملف العقار لدى الحى المختص، وسماع أقوال سكان المنطقة، وشهود العيان، ومسؤولى الإدارة الهندسية، كما طلبت تحريات المباحث حول تاريخ المبنى، وما إذا كان قد خضع لأى أعمال بناء أو تعديل غير مرخصة خلال السنوات الماضية.
فى الوقت ذاته، شددت الجهات الأمنية من تواجدها فى محيط المنطقة، لمنع تكدس المواطنين، وتأمين فرق الإنقاذ أثناء عملها، فى ظل استمرار عمليات البحث التى تمتد لساعات طويلة، وسط سباق مع الزمن لإنقاذ أى ناجين محتملين.








