دنيا ودين

كيف كان يعالج النبي الخطأ

كيف كان يعالج النبي الخطأ.

أكد الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نموذجًا فريدًا في معالجة الخطأ بحكمة ورحمة وستر، مستشهدًا بقوله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ.

وأوضح خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الإثنين، أن النبي كان يجمع بين اللين واليسر مع الحسم عند الحاجة، وهو ما جعله قائدًا ملهِمًا وصاحب أسلوب دقيق في التربية والتوجيه.

وأشار الأبيدي إلى أن النبي كان يختار ألفاظه وفق حال المخاطَب؛ فإن كان صغيرًا قال له: “يا غلام إني أعلمك كلمات”، وإن كان الخطأ شديدًا كلّم المخطئ بحزم يظهر فيه الغضب النبوي المشروع، مثلما حدث مع الشاب الذي اشتكت ناقته للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ألا تتقي الله فيها؟ إنك تجيعها.

وبيّن أن من أعظم أساليب النبي في علاج الأخطاء أنه كان يعالجها بالتعريض لا بالتصريح؛ فيقول: “ما بال أقوام يفعلون كذا”، دون ذكر اسم الشخص، حفاظًا على كرامته ومنعًا لإحراجه أمام الناس، مؤكدًا أن هذا منهج نبوي راسخ في الستر والعفو، امتثالًا لقوله تعالى: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ.

وأشار الدكتور الأبيدي إلى أن هذا المنهج يبرز بوضوح في عدة مواقف، منها قصة الشاب الذي طلب الزنا، وقصة الرجل الذي بال في المسجد، وموقف السيدة عائشة رضي الله عنها حين قالت للنبي: تكلم ولا تتحدث إلا صدقًا، وكلها شواهد على رحمة النبي ورفقه وحكمته في توجيه المخطئ دون فضحه.

وأكد أن الستر ومعالجة الخطأ بلطف هو منهج الأنبياء جميعًا، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغ به أعلى درجات الرحمة.

“اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.

زر الذهاب إلى الأعلى