من علاقة محرمة إلى 4 جنازات.. التفاصيل الكاملة لجريمة هزت فيصل

في صباح خريفي ثقيل على حي فيصل، خيّم الصمت على مدخل أحد العقارات، بعدما اكتشف الأهالي مشهدًا لا يُحتمل جثمانان لطفلين صغيرين، لا يتجاوز أكبرهما الثالثة عشرة، وملامحهما تحمل آثار ألمٍ لم يُفصح عنه الزمن بعد.
كانت البداية ببلاغ ورد لقسم شرطة الهرم، عن العثور على طفلين في حالة إعياء شديد، ليفارق أحدهما الحياة في الحال، بينما لفظت الطفلة الثانية أنفاسها بعد دقائق داخل المستشفى.
بلاغ بسيط الملامح لكن تفاصيله حملت واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها الجيزة في السنوات الأخيرة. التحريات لم تتأخر كثيرًا. رجال المباحث بدأوا بخيوط صغيرة، تتبعوا وجوه الأطفال، وسألوا سكان المنطقة عنهم، حتى توصلوا إلى هوية القاتل: مالك محل أدوية بيطرية يعيش في الجيزة.
وتمكن المقدم مصطفى الدكر رئيس مباحث الهرم ومعاونوه من الإيقاع به في أحد الأكمنة المعدة له. وبمجرد مواجهته، انهار واعترف اعترافًا تقشعر له الأبدان.
بدأت الحكاية حين تعرف المتهم على ربة منزل “والدة الأطفال الثلاثة” رأى فيها بداية جديدة، فاستأجر شقة بمنطقة فيصل لتقيم معه هي وصغارها، مدعيًا أنه سيتكفل بهم ويوفر لهم حياة كريمة لكن سرعان ما تحوّل البيت الآمن إلى فخ مميت.
حسب اعترافاته أمام العميد عمرو حجازي رئيس مباحث قطاع الغرب اكتشف بعد فترة سوء سلوكها على حد قوله، فقرر الانتقام. وفي يوم 21 أكتوبر الجاري، وضع مادة سامة حصل عليها من متجره في كوب عصير وقدمه لها ببرود.
وبعد دقائق، بدأت تشعر بدوار شديد، فادعى القاتل الخوف عليها، ونقلها إلى المستشفى مدّعيًا أنها زوجته، وسجّل بياناته باسمٍ مستعار، ثم تركها تواجه الموت وحدها وانصرف لكن المأساة لم تتوقف عند هذا الحد.
بعد ثلاثة أيام فقط، قرر أن يُنهي وجود أطفالها الثلاثة. أخذهم في نزهة قصيرة، وكرر الفعل ذاته خلط السم بالعصير، وقدمه لهم بابتسامة زائفة. الطفلان الكبيران شربا العصير دون أن يشكا في شيء، وبدآ في التقيؤ والدوار، بينما الطفل الأصغر، ابن الست سنوات، رفض أن يشرب وهنا انكشفت أبشع لحظات الجريمة، أمسك به القاتل، واقتاده إلى إحدى الترع، ثم ألقى بجسده الصغير في المياه، ليختفي تحت السطح في صمت مروع.
وفي اليوم التالي، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال الجثمان الصغير أما الطفلان الآخران، فحين عادا معه إلى الشقة، كانا على حافة الموت فحاول القاتل المتسلسل التخلص منهما بسرعة، فاستعان بأحد عمال المحل وسائق توك توك “حسن النية”، ونقلهما إلى مدخل أحد العقارات في فيصل، حيث لفظا أنفاسهما الأخيرة.
جريمة بشعة هزت الوجدان قبل أن تهز الجيزة، رجل فقد إنسانيته، وخلط السم بالعصير، فقتل أسرة كاملة بدمٍ بارد.








