جرائم زوجية

المرأة اللعوب ولعنة العشق والسمّ: لعبة الموت في قفص الذهب

فخ الإغواء

في مدينة من مدن القاهرة الراقية التي يلفّها الضباب وتغرق شوارعها في ظلام الأسرار، عاشت “نجلاء”، امرأة جميلة، فاتنة، لكن خلف ملامحها الساحرة، تختبئ روحٌ متعطشة للمال والسلطة. لم تكن تكتفي بالقليل، بل كانت تسعى دوماً وراء الرجال الأثرياء، تخدعهم بأنوثتها، تسحرهم بكلماتها الناعمة، ثم تحصد كل ما لديهم قبل أن تتركهم فرائس نادمة.

وحين التقت بـ”سليم”، الرجل العجوز الثري، رأت فيه فرصة ذهبية. كان وحيدًا بعد وفاة زوجته، يبحث عن دفء يُنسيه شيخوخته. تسللت إلى حياته كنسمة هادئة، داعبت مشاعره، وأوهمته أنها المرأة التي ستعيد له شبابه. لم تمضِ سوى أشهر قليلة حتى كانا متزوجين، ووجدت نفسها السيدة الأولى على ممتلكاته، تتحكم بثروته، وتدير منزله كما يحلو لها.

 الشهوة المحرمة

لكن قلب نجلاء لم يعرف الوفاء يومًا. في إحدى السهرات التي كان يقيمها سليم مع أصدقائه القدامى، التقت بـ”حسام”، شاب وسيم، نجل أحد أصدقاء زوجها. كان مغامرًا، لا يعرف الخوف، وعيناه تحملان نظرة تشبه نظرتها—عطشٌ للجريمة واللذة. سرعان ما اشتعلت بينهما نار الرغبة، وتسللا إلى درب محرّم.

في البداية، كانت تراه مجرد نزوة، لكنه كان أكثر دهاءً مما توقعت. وحين لمس في عينيها الطمع، همس لها بفكرة شيطانية:

  • “لماذا ترضين بأن تكوني عشيقة في الخفاء، بينما يمكنك أن تكوني سيدة كل شيء؟”

كان يقصد التخلص من العجوز.

 السم البطيء

لم يكن قتل رجل ثري سهلاً، خاصة عندما يكون محاطًا بالخدم والأصدقاء. لكن حسام كان يعرف الطريقة المثالية: الموت البطيء.

بدأت نجلاء بإضافة جرعات صغيرة من السم إلى شراب سليم كل ليلة، جرعات لا تقتله فورًا، لكنها تدمر صحته تدريجيًا، فتبدو وفاته طبيعية. ومع مرور الأسابيع، تدهورت حالة سليم، أصبح هزيلاً، يسعل باستمرار، وبدأ الأطباء يشخّصون حالته بأنها “فشل كبدي مفاجئ”.

في إحدى الليالي، زادت الجرعة أكثر من المعتاد، وأفاقت على صراخ الخدم وهم يهرعون لنقل العجوز إلى المستشفى. لم يصمد طويلاً. أعلن الأطباء وفاته بسبب “أزمة قلبية”. أغلق الملف، وبدأت نجلاء رحلة الاستمتاع بالميراث.

الخيط الذي كشف الحقيقة

بعد أسابيع من وفاة سليم، بدأ صديقه المقرب، العم “فؤاد”، يشك في الأمر. كان يعلم أن سليم لم يكن مريضًا إلى هذا الحد، فكيف انهارت صحته بهذه السرعة؟ لجأ إلى الشرطة، وأصرّ على فتح تحقيق.

طلبت الشرطة تشريح الجثة، وظهرت المفاجأة: آثار مواد سامة تراكمت في كبده على مدى أسابيع. ومع البحث في سجل المكالمات، تبين أن نجلاء كانت تتواصل مع حسام كثيرًا في فترة تدهور صحة زوجها.

راقبت الشرطة تحركات نجلاء، وتوصلت إلى مقاطع مصورة من كاميرات المراقبة، حيث التقطت صورًا تجمعها بحسام في أماكن مشبوهة. وعند استجواب الخدم، ذكر أحدهم أنه رأى حسام يزور المنزل سرًا عدة مرات.

كل الخيوط قادت الشرطة إلى الحقيقة: جريمة قتل مدبّرة، خططت لها نجلاء ونفذها حسام بذكاء.

 العدالة تأخذ مجراها

تم القبض على نجلاء وحسام، وخلال التحقيقات، انهارت نجلاء واعترفت بتفاصيل الجريمة، محاولة إلقاء اللوم على حسام، لكنه بدوره أنكر، مدعيًا أنها العقل المدبر.

في النهاية، حكمت المحكمة عليهما بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمد والتآمر.

وهكذا، انتهت قصة نجلاء كما بدأت، في الظلام، لكن هذه المرة لم تكن تبتسم كالفاتنة التي تخدع ضحاياها، بل كانت مجرد سجينة تنتظر سنواتها الأخيرة في زنزانة باردة، حيث لا وجود للمال، ولا الرجال، ولا الخداع.

من ارشيف اخطر الجرائم الزوجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى