في التسعينيات.. المرحوم في سرادق العزاء
انهارت أمه المريضة فور سماعها خبر مصرعه، وانهمر الجميع في بكاء مرير، وعندما وصل الخبر إلى زوجته التي تعمل مدرسة بإحدى المدارس، أصيبت بإغماء ونقلوها إلى المنزل في حالة يرثى لها، وتجمع الأهل والاصدقاء، وذهب البعض إلى جمعية دفن الموتى للاتفاق مع الحانوتي، وعربة الدفن تمهيدا لوصول الجثمان، بينما ذهب البعض الآخر إلى محل الفراشة للاتفاق أيضا على عدد الكراسي المطلوبة للسرادق الذي أقيم أمام منزل الفقيد، كما تم الاتفاق مع أحد الشيوخ للتلاوة في المأتم.
وبدأ الأهل والأقارب يتلقون العزاء، ولم يصل الجثمان بعد، وذهب آخرون للاستفسار عن مكان الحادث وفي أي مستشفى يرقد جثمان الفقيد.
وما إن بدأ الشيخ التلاوة، جلس الجميع يعلو وجوههم الحزن والأسى يفكرون في مصير طفليه الصغيرين، يجول بخاطرهم المأساة التي حلت على الأسرة.
وفجأة وقف أحد التاكسيات أمام السرادق، وأخذ الجميع يتطلع نحو القادم، حيث عقدت المفاجأة ألسنة الجميع لدقائق حيث شاهدوا صديقهم الموظف ينزل بنفسه من التاكسي تعلو وجهه أيضا علامات الحيرة والارتياب.
وسارع الجميع يتلقفه بالأحصان، وانطلقت الزغاريد من كل مكان بدلا من الصراخ والنواح، وهرول الموظف الميت الحي إلى أحضان أمه وزوجته اللتان عادت اليهما الحياة، بينما وقف الطفلين في حالة ذهول مما يحدث.. حلم أم علم.
وردد الجميع الشكر والحمدلله على سلامته، وبعد أن هدأت الأجواء توجه الزوج الموظف إلى النيابة وتقدم ببلاغ لم يتهم فيه أحد، وتم حفظ البلاغ.
وبقي السؤال معلقا.. من الذي أطلق هذه الشائعة، ومن صاحب فكرة الإعلان الموزع على جدران الشوارع؟ وهل هو نوع من “الهزار” السخيف!!
وهل وصل التهريج إلى الموت!!
مركز معلومات أخبار اليوم