قسوة زوج .. عذب زوجته بوحشية وأفقدها البصر
كانت تحلم كأي فتاة بتكوين أسرة سعيدة، لكن زواجها تحول إلى كابوس دام 17 عامًا، انتهى بفقدانها بصرها بسبب العنف الزوجي المستمر.
تحكي “أم أحمد”، 45 عامًا، من قرية كفر المصيلحة بالمنوفية، قصتها المؤلمة قائلة: “تربيت في أسرة بسيطة تحترم الأصول، وحلمت بالزواج وتكوين بيت سعيد. تقدم لي شاب، وتمت الزيجة، وعاهدت نفسي على احترامه وحفظ أسرار بيتي. لكن منذ الأشهر الأولى، بدأ يعاملني بقسوة، وعندما طلبت مصاريف البيت، ضربني لأول مرة. تركت المنزل، لكنه صالحني وعاد الوعد بعدم التكرار.”
مرت السنوات وأنجبت طفلين، لكنها كانت تتحمل مسؤولية البيت وحدها، بينما ظل زوجها عاطلًا عن العمل، يطلب منها أن تستدين حتى “تتحسن الأمور”. وعندما أصيبت بضعف في النظر، لم يهتم بعلاجها، فتولت أسرتها تكاليف الكشف والنظارة الطبية.
العنف الذي أفقدها نور عينيها
في أحد الأيام، استيقظ غاضبًا من نومه ووجدها تنظف المنزل، فوبخته على نومه الطويل وسوء أحوالهم المادية، فانهال عليها بالضرب المبرح، وأوقعها أرضًا ثم داس على رأسها حتى تحطمت نظارتها، وأصابتها الشظايا في عينيها، لتدخل في ظلام دامس.
تروي بألم: “هرع ابني ليطلب المساعدة، ونُقلت إلى المستشفى، لكن الأوان كان قد فات. أخبر الطبيب والدي أني فقدت البصر في عين، والأخرى ستفقد نورها مع الوقت. أخذني والدي، وطالب بالطلاق، لكنني عدت مجددًا تحت ضغط الأهل، خوفًا على أطفالي، على أمل أن يتغير، لكنه استمر في عنفه. كنت أتلقى الضرب حتى على أبسط الأمور، كوقوع الطعام بسبب عدم قدرتي على الرؤية.”
الخلاص بعد 17 عامًا
بعد وفاة والدها، زادت معاناتها، حتى قررت أخيرًا الانفصال. “لم أعد أتحمل العيش معه. أخذت أطفالي، واستأجرت منزلًا صغيرًا لأربيهم بسلام. أكثر ما يؤلمني أنني لا أستطيع رؤية ملامحهم، رغم أنهم سبب صبري طوال هذه السنوات.”
حاليًا، تعيش “أم أحمد” مع طفليها في منزل بسيط، وتعتمد على مساعدات بسيطة. أقام محاميها دعوى نفقة للصغيرين ضد طليقها، ولا تزال القضية منظورة أمام محكمة الأسرة بشبين الكوم. حلمها الوحيد الآن هو تأمين دخل بسيط يعينها على الحياة بكرامة.