جرائم

مأساة عروس أشعل خطيبها السابق النار فيها يوم زفافها

ارتباط تقليدي بين شاب وفتاة، ثم لسبب أو لآخر، لم تستكمل مراسم الزواج.. يبدو الأمر عادياً، ويحدث مراراً، وتكراراً، لكن الذي حدث بعد ذلك فاق حدود الخيال والجنون، العريس خيّر خطيبته السابقة بينه وبين الموت، كان التهديد حقيقياً، ولم يكن مجرد جرس إنذار. تمت خطبة الفتاة لشاب آخر، وفي يوم زفافها كان خطيبها السابق يخطط لأمر جلل لم يخطر على خيال الشيطان، حيث أشعل النيران في حبيبته السابقة، يوم زفافها.

حب وتعلّق وخلاف
لم يكن ارتباطهما عن طريق قصة حب خيالية، وإنما كان تقليدياً.. شاهد الشاب الفتاة الجميلة في إحدى المناسبات، ومن ثم سأل عنها، وعن أسرتها، وفاتح أسرته في أمر الارتباط بها، وبعدها تقدم لخطبة عروسه الجميلة، ووافقت الأسرة ، وفي جو عائلي جميل تمت مراسم الخطوبة. بعد فترة من الوقت تعلق قلب العريس الشاب، بشدّة، بعروسه، وشعر بأنه لا يستطيع أن يعيش بعيداً عنها، كأنه وجد ضالته التي كثيراً ما بحث عنها، وعاش معها أثناء فترة الخطوبة أجمل أيام حياته.

وقعت خلافات حادّة بين أسرتي العروسين بسبب عدم الاتفاق على أعباء وتكاليف الزواج، ما جعل أسرة العروس ترفض إتمام هذه الزيجة. كان كلامها حادّاً وقاطعاً، ورأيها في العريس سلبياً إلى درجة كبيرة، إذ قالت أسرة العروس «هذا الشاب معقد، وينتمي إلى أسرة كثيرة التردّد، وبالتالي، لن يستقيم الزواج». كانت هذه الجملة كافية لقطع كل حبال الودّ بين العريس وعروسه التي أحبها بجنون، وعبثاً حاول مع أسرتها لإثنائها عن هذا القرار، لكن كلام أسرة العروس إلى ابنتها كان واحداً ليس فيه استئناف، الانصياع لكلام الأسرة، أو مقاطعة العائلة بالكامل. لذلك، لم تجرؤ الفتاة على رفض قرار أسرتها الذي رأته صائباً، خصوصاً أن الارتباط بينهما لم يكن نتيجة قصة حب كبيرة.

إنذار شديد اللهجة
كانت الفتاة، وأسرتها، تظنان أن هذا الأمر سيمرّ مرور الكرام، مثله مثل أيّ أمر يتعلق بالزواج، علاقة في النور بين شاب وفتاة لم تكتمل، ولم يكلل الأمر بالزواج، وسينتهي الأمر بهدوء شديد، ويذهب كل منهما إلى حال سبيله.، لكن الشاب لم ينس الموضوع بسهولة، كان يرى أنه ليس له ذنب في كل ما آلت إليه الأمور، كما أنه يحبها بجنون، ولن يستطيع الحياة مع غيرها. كل محاولاته للاستمرار مع حبيبته باءت بالفشل، ما أصابه بحالة نفسية سيئة، حيث شعر بأنه غير مرغوب فيه.

قرّر من جانبه ألا ينتهي الأمر، وضع أمام حبيبته اختياراً صعباً، ربما كان التهديد مفاجئاً أيضاً، وهو الاستمرار في الخطوبة، أو أنه لن يسمح لها بالارتباط بأي شخص آخر. كان الكلام مرعباً وصادماً، لم تصدقه الفتاة، ولم تأخذ الأمر مأخذ الجد، وهي لا تدري ماذا تخبئ لها الأيام المُقبلة. لم تُعره أيّ اهتمام، واعتبرت أن هذا الموضوع منتهٍ تماماً، وأخبرته أن كل شيء نصيب.

الانتقام بالنار
وضع الحبيب خطيبته تحت الرقابة المشددة، كأن الدنيا خلت من كل البنات، وكأن عدم ارتباطه بها يعني نهاية الكون. حبه الكبير لها دفعه لفقدان العقل، كان قراره محدّداً: «أنا أو الموت». دفعه الجنون إلى الحصول على إجازة من عمله، لعب الشيطان برأسه للانتقام من حبيبته، وبعد تفكير عميق هداه تفكيره الشيطاني في بداية الأمر إلى تهديدها بأكثر من طريقة، حتى تعود إليه، لكنها لم تستجب لهذه التهديدات، أما هو فكان صادقاً في كلامه، وتحذيراته لها. لم يكن كلامه مجرد تهديد، وإنما يحمل في طياته نبأ التنبيه الأخير قبل العاصفة.

أهمل حياته كلها، وسخّر كامل وقته لمراقبتها، حتى علم بموعد زفافها الذي أصبح مسألة وقت فقط. شعر وقتها بالضعف والانهزام، أحسّ بأنه فقد كل شيء، كان الخبر بالنسبة إليه مثيراً للغضب، وكانت موافقتها على الزواج بآخر تعني أنها طوت صفحة الماضي نهائياً، وأغلقت في وجهه كل طرق العودة إلى عصمته، مرة أخرى. لذا كان قراره الحاسم الذي عاونه فيه الشيطان، وهو التخلص منها حتى لا يفوز بها أيّ شخص سواه. استقر على تنفيذ وعيده، وبعد تفكير عميق، قرّر أن ينتقم منها بإشعال النار فيها، لكن تبقى طريقة التنفيذ فقط.

كان يعلم بمواعيدها، وتحركاتها، جهّز عبوة كبيرة من الكيروسين سريع الاشتعال، وانتظرها أثناء خروجها من المنزل وذهابها إلى مصفف الشعر، وبمجرد أن شاهدها، وقبل أن تمنحه فرصة النطق بكلمة واحدة، كانت محتويات العبوة بالكامل فوق رأسها، ثم أشعل فيها النيران التي أمسكت بجسدها وملابسها في ثوان معدودات كالأمطار، وسط صراخها، وانهيارها العصبي التام، وصراخ شقيقتها التي كانت تسبقها بخطوات، ما دفع المارّة إلى التجمع حول مصدر الصوت، ونجحوا في الإمساك به، حيث تم اقتياده إلى قسم شرطة العاصمة، بينما تم نقل الفتاة المسكينة إلى مستشفى العاصمة في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

تم تحرير محضر بالواقعة، وإحالة المتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معه، مع عرضه على الطب الشرعي لبيان سلامة قواه العقلية، ووضع المجني عليها تحت الحراسة المشدّدة لحين تحسّن حالتها الصحية، والاستماع لأقوالها، نظراً لخطورة حالتها مثلما وصف الأطباء، ليتحول أجمل يوم في حياتها إلى كابوس لن ينتهي، إذا ما كُتبت لها الحياة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى