رحل وهو ينتظر… لكن من كان يجب أن يأتي، لم يأتِ أبدًا!
“يا بني.. اجلس معي حتى أشبع منك” 💔
كان الحاج محمود رجلاً وهب حياته لابنه الوحيد، عبد الرحمن. منذ وفاة زوجته، لم يكن يرى في الدنيا إلا هذا الفتى، أفنى عمره ليصنع له حياة كريمة، لم يدخر قرشًا إلا وأنفقه على تعليمه، لم يأكل حتى يشبع، كان يتظاهر بأنه غير جائع ليمنحه اللقمة الأخيرة. كبر عبد الرحمن وصار طبيبًا مرموقًا، بينما بقي والده في البيت القديم، وحيدًا، تتآكل جدرانه كما تتآكل روحه من الانتظار.
كان محمود يحفظ صوت دقات الساعة المعلقة أمامه، دقاتها البطيئة كانت تذكره بأنه لا يزال على قيد الحياة، وأن هناك شخصًا في مكان بعيد قد نسيه تمامًا.
كلما اتصل بابنه، كان الهاتف يرن طويلًا، ثم يأتيه صوت جافّ، لا دفء فيه ولا شوق:
– “مشغول يا أبي، عندي عمليات، سأتصل لاحقًا.”
لكن ذلك “اللاحقًا” لم يأتِ أبدًا…
مرت الأيام، والشيخوخة تحفر أخاديدها في وجه محمود، ومرضه يزداد قسوة، لكنه لم يكن يخشى الموت، بل كان يخشى أن يرحل قبل أن يحتضن ابنه مرة أخيرة. أراد فقط أن يجلس معه لدقائق، أن يسمع صوته دون أن يكون الهاتف بينهما، أن يرى في عينيه حبًا ولو كان كاذبًا.
وفي ليلة باردة، شعر محمود أن النهاية اقتربت، جمع ما تبقى له من قوة، اتصل بابنه وقال بصوت مرتعش:
“يا بني.. أشعر أن الموت يقترب.. اجلس معي حتى أشبع منك.”
لم يكن يطلب حياة جديدة، لم يطلب علاجًا أو دواء، لم يطلب سوى لحظة واحدة، لكنه سمع الرد ذاته، بنفس البرود، بنفس الجحود:
“لا تقل هذا يا أبي، أنت بخير، سأتصل بك لاحقًا.”
ثم انقطع الخط.. وانقطع معه الأمل.
في تلك الليلة، جلس محمود على كرسيه، يحدق في الباب الذي لم يُفتح يومًا، ينتظر الابن الذي لن يأتي، يتذكر صوته وهو يناديه “بابا” صغيرًا، كيف كان يتوسد صدره، كيف كان يبكي بين ذراعيه عندما يخاف، لكنه كبر.. ونسي من كان ملاذه الأول.
وحيدًا، نام محمود في مقعده، لم يكن هناك من يضع الغطاء عليه كما كان يفعل لابنه في الصغر، لم يكن هناك من يسمع أنينه، لم يكن هناك أحد.
وفي الصباح، وجدوه على حاله، عيناه شاخصتان نحو الباب، كأنه ظلّ ينتظر حتى اللحظة الأخيرة، لكن الابن لم يأتِ..
وحين علم عبد الرحمن، هرع إلى المنزل، ركض بين الجدران التي كانت تحتضنه يومًا، رأى والده مسجّى على الكرسي، مدّ يده المرتعشة ولمس وجهه البارد، بكى، لكنه لم يسمع صوتًا يطمئنه كما كان يفعل أبوه، صرخ، لكن الأب لم يعد هنا ليحتضنه.
اقترب منه وهمس بصوت منكسر:
“أنا هنا يا أبي.. سامحني..”
لكن الصوت الوحيد الذي أجابه كان صمت الموت القاسي..
قال الله تعالى:
“وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُواْ إِلَّا إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًا إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا”
(الإسراء: 23)
وهذا الحديث النبوي أيضًا يعكس المعنى العميق للقصة:
قال رجل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.
(رواه البخاري ومسلم)
“أحبّوا والديكم وهم أحياء، قبل أن تتحوّل قبورهم إلى محطات ندم لا ينتهي.. فبعض الذنوب لا يغفرها الزمن، وبعض الاعتذارات تأتي متأخرة جدًا.” 💔
- مفاجأة مدوية.. بيسيرو يتحدث عن موقفه من إعادة لقاء القمة أمام الأهلي
- إجراء مثير من اتحاد الكرة لحل أزمة القمة والأهلي يوجه الشكر لنجم الفريق في نهاية الموسم ورد فعل غير متوقع من إدارة الأهلي بعد صلح مرتضي منصور مع شوبير!
- بعد حسم القمة.. الزمالك يشعل الأجواء داخل الدوري ويتوعد بيراميدز
- أشرف صبحي يصددم الأهلي وأبوريدة يضع الخطيب في وجه المد,فع والأهلي يتوعد للزمالك بعد أززمة القمة!
- خبر في الجول.. مفاجأة مدوية بشأن تعاقد الأهلي مع الفهد الإفريقي من الدوري الايطالي