المهرّج الضاحك الباكي.. أضحك الجميع إلا ابنه، فكان جحوده أقسى من دموعه
🎭 الأراجوز الذي ضحك لآخر مرة 🎭
في ساحة السيرك الكبيرة، تحت الأضواء الملوّنة، كان سالم يقف بزيّه المهرّج، بأنفه الأحمر الكبير وملابسه الفضفاضة، يرقص، يسقط أرضًا، يقفز مجددًا، ويمسح دموعه بضحكة زائفة، يرسم البهجة على وجوه الجميع، إلا وجهه الذي أخفى خلف القناع قلبًا مهترئًا بالحزن.
كان سالم أبًا وحيدًا، ربّى ابنه كمال بعرق جبينه بعد وفاة والدته. لم يكن يملك المال ليهديه لعبًا فاخرة أو ملابس باهظة، لكنه منحه أكثر من ذلك… منحه كل قلبه، كل جهده، كل عمره.
كان يعود إلى المنزل متعبًا، مفاصله تؤلمه، لكنه لا يسمح لنفسه بالراحة قبل أن يطمئن على كمال، يقترب منه وهو نائم، يلمس رأسه بحنان، ويتمتم بصوتٍ مختنق:
“كل هذا لأجلك يا بني… يومًا ما ستفخر بي.”
لكنّ ذلك “اليوم” لم يأتِ… بل جاء ما لم يكن يخطر له ببال.
كبر كمال، والتحق بكلية الطب، ذلك الحلم الذي سهر سالم ليحققه له، كان يعمل لساعات إضافية، يؤلم جسده أكثر، يتحمل نظرات الناس التي تقلل من شأنه، لكنه لم يهتم… المهم أن يصبح ابنه طبيبًا، أن يكون شيئًا عظيمًا، أن يعيش الحياة التي لم يستطع هو أن يعيشها.
لكن حين بدأ كمال يكبر، بدأ شيء آخر يكبر معه… الجحود.
أصبح يخجل من والده، يخجل من يديه الملطختين بألوان الطلاء، يخجل من ملابسه المهرّجة، يخجل من كونه أراجوزًا يضحك الناس.
وذات يوم، وبينما كان سالم يزوره في جامعته، سمع أحد زملائه يسأله:
“من هذا الرجل؟ يبدو عليه الشقاء.”
فأجاب كمال ببرود:
“مجرد رجل أعرفه.”
لم يقل “أبي”… لم يجرؤ أن ينطقها.
سمع سالم الكلمات، لكنّه لم يرد… فقط أطلق ضحكة صغيرة، كأنه يحاول أن يجعل الأمر مجرد طرفة أخرى في حياته، لكنه في تلك الليلة، لم يستطع أن ينام… كان الألم أشدّ من أي جرح جسدي تحمله طوال عمره.
ورغم ذلك، لم يتوقف عن العطاء…
عندما احتاج كمال المال لدفع رسوم دراسته، عمل سالم حتى انهارت قدماه من التعب.
عندما مرض كمال يومًا، لم يأكل سالم ليشتري له الدواء.
عندما أراد كمال شراء بدلة فاخرة لحفل التخرج، باع سالم ساعته القديمة، تلك التي أهداها له والده الراحل.
كان جسده يضعف يومًا بعد يوم، مرضٌ بدأ ينخر عظامه، الألم أصبح لا يُحتمل، لكنه لم يخبر ابنه… كيف يخبره وهو يعلم أنه لن يكترث؟
كان كمال يعيش حياته، لا يسأل، لا يطمئن، حتى جاء اليوم الذي تخرج فيه وأصبح طبيبًا… يوم كان يفترض أن يكون أسعد أيام سالم، لكنه لم يكن سوى يوم آخر يُداس فيه قلبه.
حين سأله والده بحماسٍ طفولي:
“هل تريدني أن أحضر حفل تخرجك؟”
أجابه ببرود:
“لا… لا أريد أن يعرف أحد أنك أبي.”
توقف سالم للحظة، وكأنه لم يستوعب الكلمات، ثم ابتسم ابتسامةً شاحبة، وغمغم بصوت مبحوح:
“معك حق… لا أريد أن أحرجك يا بني.”
وفي ذلك المساء، جلس في غرفته، يحدّق في صورته مع كمال وهو طفل، كان يمسك يده الصغيرة بيدٍ كانت يومًا قوية، لكنه الآن يمسكها بيدٍ مرتجفة…
همس لنفسه:
“لماذا أشعر أنني خسرت كل شيء؟”
لكنه لم يكن يعلم أن النهاية كانت تقترب…
🌑 اللحظة الأخيرة
ذات يوم، بينما كان يؤدي عرضه المعتاد في السيرك، شعر بألم حاد في صدره، كاد يسقط لكنه تماسك… لم يكن يريد أن يقلق مدير السيرك، ولم يكن يريد أن يتوقف عن العمل، فابنه يحتاج المال دائمًا.
لكن الألم كان أقوى، وفي منتصف عرضه، وسط تصفيق الجمهور وضحكات الأطفال، سقط سالم أرضًا.
ظنّ الجميع أنه جزء من العرض، فضحكوا وصفقوا أكثر، لكنه لم يقم هذه المرة… لم يتحرك…
عندما اقتربوا منه، وجدوه جالسًا على الأرض، يبتسم رغم الدموع التي انسابت من عينيه…
“ألم أقل لكم… أن الأراجوز لا يبكي؟”
لكن في تلك الليلة، الأراجوز بكى… ثم رحل.
💔 عندما فاته الندم…
وصل الخبر إلى كمال، ركض إلى المستشفى، وهناك رأى والده للمرة الأخيرة… ممددًا، بزيّه المهرّج، بأنفه الأحمر، وعلى وجهه بقايا الطلاء الممسوح… لكنه كان مبتسمًا، حتى في موته.
في تلك اللحظة، شعر كمال أن شيئًا داخله قد انكسر… جلس بجانب والده، أمسك يده الباردة، وتوسل بصوتٍ مختنق:
“سامحني يا أبي… كنت فخري، لكني خجلت بك… والآن، أنا الذي لا أستحقك!”
لكن الأراجوز لم يجب… لم يكن هناك ليغفر بعد الآن.
🔹 الدرس القاسي:
لا تخجل ممن كانوا السبب في وصولك… فربما يأتي يوم تحتاج فيه أن يسامحوك، ولكن بعد فوات الأوان.
“كم أهان ابن أباه في شبابه… فبكى الأب، فلما شاب بكى الابن.”
قال الله تعالى:
“وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُواْ إِلَّا إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًا إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا”
(الإسراء: 23)
وهذا الحديث النبوي أيضًا يعكس المعنى العميق للقصة:
قال رجل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.
(رواه البخاري ومسلم)
- مفاجأة مدوية.. بيسيرو يتحدث عن موقفه من إعادة لقاء القمة أمام الأهلي
- إجراء مثير من اتحاد الكرة لحل أزمة القمة والأهلي يوجه الشكر لنجم الفريق في نهاية الموسم ورد فعل غير متوقع من إدارة الأهلي بعد صلح مرتضي منصور مع شوبير!
- بعد حسم القمة.. الزمالك يشعل الأجواء داخل الدوري ويتوعد بيراميدز
- أشرف صبحي يصددم الأهلي وأبوريدة يضع الخطيب في وجه المد,فع والأهلي يتوعد للزمالك بعد أززمة القمة!
- خبر في الجول.. مفاجأة مدوية بشأن تعاقد الأهلي مع الفهد الإفريقي من الدوري الايطالي