باعت أمها من أجل زوجها… فباعها بأبخس الأثمان!
باعت أمها من أجل زوجها… فباعها بأبخس الأثمان!
جلست الحاجة فوزية في غرفتها الضيقة، تمسح دمعة انسلت على خدها المجعد. لم تكن تتخيل يومًا أن تصبح مجرد ذكرى منسية في حياة ابنتها الوحيدة، سلمى، التي أفنت عمرها في تربيتها، وأحبتها أكثر من نفسها.
كبرت سلمى، وتعلقت بشاب يدعى أحمد، رأته فارس أحلامها، بينما رأته أمها ظلًا قاتمًا يخفي وراءه شيئًا مريبًا. حاولت فوزية أن تنبه ابنتها، لكنها لم تستمع، بل قالت لها:
“أنتِ لا تريدين لي السعادة، أحمد يحبني وسأكون سعيدة معه!”
وبالفعل، تزوجت سلمى، ومع مرور الأيام بدأت المسافات تتسع بينها وبين أمها. في البداية، كانت تبرر قسوتها بانشغالها بزوجها وحياتها الجديدة، ثم تطور الأمر إلى تجاهل متعمد. كانت الحاجة فوزية كلما زارت ابنتها، شعرت وكأنها ضيفة ثقيلة في بيتها، تتلقى نظرات أحمد الباردة، وكلماته المبطنة التي تدعوها للرحيل دون أن ينطقها صراحة.
وفي يومٍ ماطر، قالت سلمى لأمها بوجه جامد وكلمات كالسهام:
“ماما، أحمد مش مرتاح لوجودك، ولو بتحبيني، متجيش عندي تاني!”
وقفت فوزية للحظات، وكأنها تحاول استيعاب الكلمات التي أحرقت قلبها أكثر من نار الشتاء. لم تبكِ أمامها، فقط انحنت لتقبّل جبينها، وقالت بصوت متحشرج:
“ربنا يريح قلبك يا بنتي، زي ما ريحتِ زوجك.”
انسحبت بصمت، بينما سلمى أغلقت الباب وراءها… إلى الأبد.
مرت السنوات، وأنجبت سلمى طفلها الأول، وعاشت في وهم السعادة حتى بدأت ترى الوجه الحقيقي لأحمد. لم يعد الزوج الحنون الذي ضحت من أجله، بل أصبح قاسيًا، غليظ القلب، يتأفف من كل شيء، يعاملها وكأنها خادمة في بيته. كانت تحاول الصبر، تتذكر كيف باعت أمها من أجله، فتواسي نفسها بأنه يستحق التضحية… لكنه لم يكن كذلك.
تفاقمت المشاكل، تحولت حياتها إلى جحيم، ولم يكن أمامها سوى المواجهة. وفي يوم عصيب، وقفت أمامه غاضبة، تصرخ، تبكي، تعاتبه على قسوته، ليأتيها الرد صادمًا كالصاعقة:
“أنا زهقت منك، ومن ابنك، ومن حياتي معك!”
ثم أمسك بذراعها ودفعها خارج البيت، ابنها الصغير يبكي بين ذراعيها، وهي تستجديه ألا يفعل ذلك، لكنه لم يلتفت. أغلق الباب في وجهها، كما أغلقت هي باب قلبها في وجه أمها ذات يوم.
جلست على عتبة المنزل، تحت المطر، تحمل ابنها الذي يرتجف بردًا، وتبكي بحرقة. لم تجد مكانًا تذهب إليه… لم تجد سوى بيت أمها. ركضت كالمجنونة، وصلت أمام المنزل القديم، طرقت الباب بلهفة، لكنها لم تجد من يفتح.
سألت الجيران بقلق، وجاءتها الإجابة كطعنة قاتلة:
“أمك ماتت من سنتين، كانت تسأل عنك حتى آخر لحظة، تموت وهي تنادي باسمك!”
سقطت على الأرض، صرخت كالمجنونة، لكن من يسمعها؟ من يحتضنها؟ كانت يدها تمتد للباب المغلق كما امتدت يد أمها يوم توسلت لها ألا تتركها… لكن الأوان قد فات!
وفي اليوم التالي، علمت أن أحمد قد تزوج بأخرى، وكأنها لم تكن يومًا شيئًا ذا قيمة في حياته!
قال الله تعالى:
“وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُواْ إِلَّا إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا”
📖 (سورة الإسراء: 23)
🔹 التفسير: هذه الآية تدعو إلى البر بالوالدين والإحسان إليهما، حتى في حالات الضيق، وتحذر من العقوق والجفاء، كما فعلت الابنة في القصة عندما باعت أمها من أجل زوجها.
قال النبي ﷺ:
“رِضَى اللَّهِ في رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوَالِدِ”
📜 (رواه الترمذي وصححه الألباني)
🔹 المعنى: رضا الله متعلق برضا الوالدين، فمن أساء إليهما وعقّهما، فقد خسر رضا الله، تمامًا كما حدث مع الابنة التي طردت والدتها من أجل زوجها، فكان الجزاء من جنس العمل.
💔 “لا شيء يؤلم أكثر من يدٍ امتدت إليك، فرددتها… ثم بحثت عنها لاحقًا، فلم تجدها!” 💔
- كاف يفاجئ الأهلي بقرار عاجل بعد الانسحاب من مواجهة الزمالك
- الزمالك يخطف صفقة الأهلي وموعد الإعلان رسميا
- بعد الإنسحاب من الدوري.. خطوة واحدة تفصل الأهلي عن الإنسحاب من بطولة أخرى
- بعد أزمة القمة.. إنتهاء مسيرة نجم الأهلي مع الفريق بنهاية الموسم الجاري
- فرمان ناري من كولر.. رحيل صفقة الـ100 مليون عن الأهلي قبل كأس العالم للأندية 2025